نور [٢] العفـــة شرف
كما قلنا في الحلقة الماضية فإن سورة النور مليئة بالأحكام والفروض والحدود.. لكن الله عز وجل بدأ هذه الأحكام بحد الزنا فقال: [ الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِي نَ ] . . لماذا ؟؟ لأن تطهير المجتمع من الفساد يأتي قبل سن القوانين والأنظمة! كما الطبيب إذا أراد معالجة جرح ما، فإنه بدايةً يعقمه ويطهره من الأوبئة والبكتيريا والجراثيم، ثم بعد ذلك يبدأ بعلاجه وبإعطاءه المقويات والفيتمينات وغيرها.. ولله المثل الأعلى؛ بدأ عز وجل مجموعة الأحكام الكبيرة التي سنأتي عليها لاحقاً بإذن الله، بدأ بحكم جريئ يقتضي به تطهير المجتمع، وهو أول الحدود [ حد الزنا ] وذلك حتى ينشأ المجتمع نشأة طاهرة، وليحميه من الأمراض الوبائية على مستوى الفرد والمجتمع،، لكن قبل أن نعرف معنى الزنا والفرق بينه وبين الزواج، ربما يتساءل البعض؛ لماذا خلق الله هذه الشهوة التي تقود لفعل المحرمات